الفريدة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الفريدة

منتدى عام شامل


2 مشترك

    تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى

    avatar
    yuri
    عضو فضى
    عضو فضى


    عدد المساهمات : 507
    تاريخ التسجيل : 02/12/2009
    الموقع : http://odessa.ahlamontada.com

    تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى Empty تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى

    مُساهمة من طرف yuri الجمعة 08 يناير 2010, 23:58


    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن الله تعالى يقول : يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك ، وإلا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك ) .

    تخريج الحديث

    رواه الترمذي و ابن ماجة والإمام أحمد في مسنده وغيرهم ، وقال الترمذي حسن غريب ، وصححه الألباني .

    معاني المفردات

    تفرغ لعبادتي : تفرغ من مهماتك وأشغالك الدنيوية لطاعتي والتقرب إلي بأنواع القرب .
    أملأ صدرك : أي قلبك .

    عز العبودية

    عبادة
    الله هي المهمة العظيمة التي من أجلها خُلق الخلق ، وهي بمفهومها الشامل
    لا تقتصر على أداء الشعائر التعبدية - من صلاة وصيام وحج وذكر وغير ذلك -
    فحسب ، ولكنها تمتد لتنتظم حياة الإنسان كلها بشتى جوانبها وأنشطتها بحيث
    لا يخرج شيء منها عن دائرة التعبد لله رب العالمين ، وتمتد كذلك لتشمل
    جميع ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة :{قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين }(الأنعام 162) .

    ولا
    يبلغ الإنسان ذروة الكمال البشري في العزّة والشرف والحرية حتى يحقق هذه
    الغاية ، وقد وصل إلى هذا الكمال أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام
    ، وفي مقدمتهم نبيّنا محمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - ، الذي خاطبه ربُّه
    جل وعلا في أعلى مقاماته - مقامِ تلقي الوحي ومقامِ الإسراء - بوصف
    العبودية ، باعتبارها أرقى وأعظم وأشرف منزلة يرقى إليها الإنسان ، فقال
    سبحانه :{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا }(الكهف 1) ، وقال في مقام آخر : {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا }( الاسراء 1) ، وكلما ازداد العبد تحقيقاً لهذه العبودية كلما ازداد كماله وعلت درجته .

    وكل
    من تعلّق قلبه بمخلوق وأحبَّه ، وعلق عليه نفعه وضرَّه فقد وقع في ربقة
    الرقّ والعبودية له ، شاء أم أبى ، إذ الرقّ والعبودية في الحقيقة ، هو
    رقُّ القلب وعبوديته ، ولهذا يُقال: " العبد حرٌّ ما قنع والحرُّ عبدٌ ما
    طمع " ، وكلّما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه في قضاء حاجاته ،
    كلما قويت عبوديته وحريته عمَّا سواه ، كما قيل : " احتج إلى من شئت تكن
    أسيره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ، وأحسن إلى من شئت تكن أميره " .

    حقيقة الغنى

    ولهذا
    فإن حقيقة الغنى إنما هي في القلب ، وهي القناعة التي يقذفها الله في قلوب
    من شاء من عباده ، فيرضون معها بما قسم الله ، ولا يتطلعون إلى مطامع
    الدنيا أو يلهثون وراءها لهث الحريص عليها المستكثر منها .

    وقد بين ذلك عليه الصلاة والسلام بقوله : ( ليس الغنى عن كثرة العرَض ، ولكن الغنى غنى النفس ) كما في البخاري ، وقال لأبي ذر :
    ( أترى أن كثرة المال هو الغنى ؟! إنما الغنى غنى القلب ، والفقر فقر
    القلب ، من كان الغنى في قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا ، ومن كان الفقر
    في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا ، وإنما يضر نفسه شحها )
    رواه ابن حبان وصححه الألباني .

    وكم
    من غني عنده ما يكفيه وأهله عشرات السنين ، ومع ذلك لا يزال حريصاً على
    الدنيا ، يخاطر بدينه وصحته ، ويضحي بوقته وجهده ، وكم من فقير يرى أنه
    أغنى الناس ، مع أنه قد لا يجد قوت غده ، فالقضية إذاً متعلقة بالقلوب
    وليست بما في الأيدي .

    يقول عمر رضي الله عنه : " إن الطمع فقر ، وإن اليأس غنى ، وإن الإنسان إذا أيس من الشيء استغنى عنه " ، وسئل أبو حازم
    فقيل له : ما مالُك ؟ قال : لي مالان لا أخشى معهما الفقر : الثقة بالله ،
    واليأس مما في أيدي الناس " ، وقيل لبعض الحكماء : ما الغنى ؟ قال : " قلة
    تمَنِّيك ، ورضاك بما يكفيك " ، وقد أحسن من قال :

    ومن ينفق الساعات في جمع ماله مخافة فقر فالذي فعل الفقر

    بين همَّيْن

    وهذا
    الحديث العظيم يضع للعبد علاجاً عظيماً للهموم والغموم التي يتعرض لها في
    حياته الدنيا ، هذا العلاج هو الاشتغال بما خلق له وهو عبادة الله عز وجل
    ، والاهتمام بأمر الآخرة ، فإن العبد إذا شغله همُّ الآخرة أزاح الله عن
    قلبه هموم الدنيا وغمومها ، وخفف عنه أكدارها وأنكادها ، فيصفو القلب
    ويتجرد من كل الأشغال والصوارف ، يقول - صلى الله عليه وسلم - :
    ( من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله سائر همومه ، ومن تشعبت به
    الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك )
    رواه ابن ماجة وغيره بسند حسن .

    وفي حديث الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
    ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته
    الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق
    عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له )
    صححه الألباني .

    قال الإمام ابن القيم رحمه
    الله : " إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمّل الله عنه
    سبحانه حوائجه كلها ، وحمَل عنه كلّ ما أهمّه ، وفرّغ قلبه لمحبته ،
    ولسانه لذكره ، وجوارحه لطاعته ، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله
    همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه ..... " .

    فعلى
    العبد أن يقنع بما قسم الله له ، وأن يثق بوعد الله وحسن تدبيره له ، وألا
    يكون شديد الاضطراب والخوف مما يستقبل ، فالمستقبل بيد الله ، وأن ينظر
    إلى من هو دونه في أمور الدنيا ، وليستعن على ذلك بقصر الأمل واليقين بأن
    الرزق الذي قُدِّر له لا بد وأن يأتيه وإن لم يشتد حرصه ، فليست شدة الحرص
    هي السبب لوصول الأرزاق .
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 462
    تاريخ التسجيل : 30/11/2009
    العمر : 43
    الموقع : alfarida.ahlamontada.net

    تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى Empty رد: تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى

    مُساهمة من طرف Admin السبت 09 يناير 2010, 02:02

    تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى 23
    avatar
    yuri
    عضو فضى
    عضو فضى


    عدد المساهمات : 507
    تاريخ التسجيل : 02/12/2009
    الموقع : http://odessa.ahlamontada.com

    تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى Empty رد: تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى

    مُساهمة من طرف yuri السبت 09 يناير 2010, 02:30

    تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى 475979

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024, 18:09